« رسالةٌ إلى ولدٍ عاق» قصيدة للشاعرعلي النهام

الشاعرعلي النهام
الشاعرعلي النهام

هي التي ما رأت في الضوءِ إلاّكَا

البؤسُ لم يُنسها - يا أنتَ – مغناكَا

 هي التي عطشتْ والماءُ كوثرُها

لكي تنالَ مياهَ العمرِ كفّاكَا

 هي التي دبَّجتْ من جوعِها وطنًا

لتجعلَ التينَ والزيتونَ سلواكَا

 لم تشتكِ لم تقلْ شيئًا حزنتَ لهُ

وحزنُها أكثرُ الأشياءِ إنهاكا

 كانت تموتُ لكي تسقيكَ عافيةً

لأنها فيكَ تحيا حينَ تلقاكَا

كانت تخبّئُ داءً خلفَ بسمتِها

مخافةَ الحزنِ في الأثناءِ يغشاكَا

 كانت براقًا وأنتَ الطينُ تحملُه

على جناحينِ تمضي نحو مسراكَا

أقلتَ أفٍّ لها تغتالُ ضحكتَها

وتقتلُ الجنّةَ الأسمى بدنياكَا؟

 أتعرضُ الآنَ عنها بعدما نضبتْ

منها الدموعُ لتحيا حزنَ منفاكَا؟

 أتعرضُ الآنَ؟ ويحَ الآن من غدهِ

ماذا تقولُ لربٍّ فيه ناداكَا؟

 أما تراها تموتُ اليومَ صابرةً

من بعد ما أنفقتْ عمرًا لترعاكَا؟

أتذكرُ الليلَ كم كانت تكابدُه؟

هل خطَّ في قلبِها الأحزانَ لولاكَا؟

 كانت دعاءً وأنتَ الآنَ معصيةٌ

فعدْ أذانًا لقلبٍ أمسِ صلّاكَا

أقبلْ إليها انكسارًا إنَّ جنّتَها

لو سرتَ في طلبِ الغفرانِ ترضاكَا

 وافرشْ دموعَكَ عندَ البابِ ملتمسًا

منها السماحَ ولا تبطئْ بمسعاكَا